من الرهون العقارية للقروض الطلابية…أحداث أثرت على المستهلكين الأمريكيين بـ2023
نهى مكرم- مباشر-
كان هناك العديد من الأحداث في 2023 التي أثرت على محافظ المستهلكين الأمريكيين من إخفاقات البنوك إلى ارتفاع الرهون العقارية حتى استناف سداد القروض الطلابية.
وأوضحت “إنفيستدوبيديا” في تقرير لها أنه بعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لأعلى مستوياتها في 22 عاماً، بدأ التضخم في التراجع في 2023. ومع ذلك، قال المستهلكون إن الارتفاع المفاجيء في الأسعار مازال يمثل أكبر مخاوفهم.
وتعد معدلات الرهن العقاري أحد المسائل التي كانت تسيطر على أذهان المستهلكين في الولايات المتحدة، حيث بلغت أعلى مستوياتها في 23 عاماً، في حين كان استئناف سداد قروض الطلاب يثير قلق آخرون.
وفيما يلي بعض أحداث التمويل الشخصي التي كان لها التأثير الأكبر على المستهلكين الأمريكيين في 2023.
معدلات الرهن العقاري تسجل أعلى مستوياتها في 23 عاماً
أوضح التقرير أن أي شخص انخرط في سوق العقارات في 2023 يعلم جيداً تأثير ارتفاع معدلات الرهن العقاري على قطاع العقارات. إذ كان تأثير الارتفاع السريع في معدلات الرهن العقاري على الأسواق واسع النطاق، بدءً من المشترين الذين ابتعدوا عن سوق العقارات إلى البائعين المحتملين الذين تمسكوا بالعقارات التي قامو بشرائها بمعدات فائدة جيدة، الأمر الذي قلص مخزون المنازل.
وجدير بالذكر أن فائدة الرهون العقارية بلغت ذروتها في سبتمبر/أيلول عندما تجاوزت لفترة وجيزة 8%، ما يعد أعلى مستوياتها في 23 عاماً. ومع مواصلة بنك الاحتياطي الفيدرالي حملة رفع أسعار الفائدة في 2023، بعد أربعة ارتفاعات خلال العام، وبدأت أسعار الفائدة عام 2023 عند 6.5%، ليرتفع متوسط الرهن العقاري بنحو 1.5 نقطة مئوية منذ ذلك الحين، لترتفع بأكثر من الضعف منذ بداية 2022.
استئناف سداد القروض الطلابية
بعد توقف دام ثلاث سنوات عن سداد قروض الطلاب خلال الجائحة، تم استئناف السداد في أكتوبر/تشرين الأول بعد حكم أصدرته المحكمة العليا الأمريكية بإلغاء برنامج الإعفاء من القروض الطلابية الذي اقترحه الرئيس جو بايدن، ليُستئنف سداد المدفوعات لنحو 22 مليون شخص، لتبلغ 275 دولارًا شهريًا للمقترض في المتوسط.
ومع ذلك، كشفت إدارة بايدن، أيضًا، عن برنامج سداد جديد قائم على الدخل ليحل محل البرنامج الذي أنهته المحكمة العليا. ويحدد البرنامج، الذي يطلق عليه خطة الادخار على التعليم القيم (SAVE)، دفعات شهرية بنسبة 5% إلى 10% من الدخل التقديري للمقترض. كما يقدم إعفاءً لأرصدة القروض بعد 20 أو 25 عامًا.
استمرار قلق المستهلكين رغم تراجع التضخم
دفع استمرار ارتفاع الأسعار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للاستمرار في رفع أسعار الفائدة حتى وصلت إلى نطاق يتراوح بين 5.25% و5.5% في يوليو/تموز.
ومع ذلك، يبدو أنه سيتم التوقف عن رفع أسعار الفائدة بعد أن أظهر مؤشر أسعار المستهلكين تراجعاً مفاجئاً بالتضخم إلى 3.2% في أكتوبر/تشرين الأول، أي أقل من 3.7% التي توقعها الاقتصاديون. كما تراجعت مؤشرات التضخم الأخرى خلال 2023، إذ انزلق مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 3% في يونيو/حزيران.
ورغم ذلك، ظل التشاؤم يهيمن على معنويات المستهلكين، إذ تراجع مؤشر معنويات المستهلكين الصادر عن جامعة ميشيجان لأربعة أشهر متتالية، في ظل توقعات الأسر بتفاقم التضخم خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، ليسجل 4.4%.
وأظهر مقياس آخر تشاؤم المستهلكين، إذ أوضح مؤشر ثقة المستهلك أن المستهلكين يتوقعون ارتفاع التضخم إلى 5.7% خلال الاثتي عشر شهراً المقبلة، على الرغم من أن تلك التوقعات أقل من التقارير السابقة.
إخفاقات القطاع المصرفي تثير المخاوف بشأن أمان الحسابات
أثار إعلان بنك “سيليكون فالي” إفلاسه في مارس/آذار الماضي، ذعر المستهلكين بشأن ما إذا كانت ودائعهم في أمان، ما دفع المنظمون الفيدراليون للعمل على التوصل لاتفاقية لحماية المودعين في ظل أصداء الأزمة المالية في 2008.
وكان”سيليكون فالي” بمثابة أولى إخفاقات القطاع المصرفي الأمريكي، حيث تم إغلاق بنك “سيجنتشر” بعد بضعة أيام من موجة أخرى من عمليات سحب أصحاب الحسابات مما أدى إلى انهيار المؤسسة.
وأثارت تلك الأزمة تساؤلات حول قوة نظام الودائع. بينما تؤمن مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية على حسابات تصل إلى 250 ألف دولار، فإن بعض الأفراد والشركات في المؤسسات لديهم حسابات أكبر من ذلك، مما يعرضهم لخطر خسارة ودائعهم.
